"الإيكونوميست": جيل "إكس" يشهد تدهوراً في حقوقه الاقتصادية والاجتماعية
"الإيكونوميست": جيل "إكس" يشهد تدهوراً في حقوقه الاقتصادية والاجتماعية
يُعد جيل إكس، الذي يضم مواليد الأعوام بين 1965 و1980، الجيل الذي يواجه صعوبة في الحصول على الاهتمام الذي يستحقه، ففي وقت تتجه فيه الأنظار إلى جيل الألفية وجيل زد، يظل هذا الجيل، الذي يمر في منتصف عمره، غائبًا عن دائرة الضوء رغم التحديات العديدة التي يواجهها.
ووفقا لتحليل أجرته مجلة "الإيكونوميست"، السبت، يشهد جيل إكس معاناة حقيقية على مختلف الأصعدة، ولا سيما في مرحلة متقدمة من العمر حيث تبدأ المشكلات الصحية وتقل الفرص الاقتصادية.
وفقًا لاستطلاع أجرته شركة إبسوس في 30 دولة، أظهر 31% من أفراد جيل إكس أنهم "ليسوا سعداء للغاية" أو "ليسوا سعداء على الإطلاق"، وهي النسبة العليا بين جميع الأجيال.
يكتشف علماء الاجتماع أن هذه الفترة من الحياة تتسم بمشاعر من القلق والتعاسة تتزايد بشكل ملحوظ عند بلوغ الخمسين، قد يرجع هذا التحول إلى المشكلات الصحية المزمنة التي تبدأ في الظهور، إضافة إلى إدراك الأفراد أنهم لم يحققوا بعض أهدافهم المهنية.
مسؤوليات وتحديات اقتصادية
أظهرت الدراسات أن أفراد جيل إكس غالبًا ما يجدون أنفسهم في وضع يتطلب رعاية للأطفال وكبار السن في الوقت نفسه، ما يضيف عبئًا إضافيًا على حياتهم.
ففي أمريكا، على سبيل المثال، ينفق جيل إكس 5% من دخلهم على رعاية الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا أو تزيد على 65 عامًا، مقارنةً بـ2% فقط لجيل طفرة المواليد، هذه المسؤوليات العائلية تتزايد مع تقدم العمر، ما يعرضهم إلى ضغوط حياتية متعددة.
وفي مدن مثل سان فرانسيسكو، حيث يعج المجتمع بالفرص والنشاطات، لا يشعر جيل إكس برضا كامل عن حياتهم، فقط 37% منهم يشعرون بالرضا عن حياتهم في المدينة، مقارنة بـ63% من جيل زد، بحسب استطلاع أجرته صحيفة "سان فرانسيسكو ستاندرد" في 2022.
ورغم أن هؤلاء الأفراد قد يجدون أنفسهم في وضع أقل حظًا مقارنة بالأجيال الصغرى، إلا أنهم لا يزالون يسعون للحفاظ على استقلالهم وسط التحديات الكبيرة.
تأخر النمو في الدخل
على الرغم من أن جيل إكس يحقق دخلًا أكبر مقارنة بالأجيال السابقة بعد احتساب التضخم، فإن وتيرة هذا التحسن بطيئة، وتُظهر الأبحاث أن الأشخاص في جيل إكس يكسبون 16% فقط أكثر من الجيل الذي سبقهم، وهي زيادة أقل بكثير من التحسينات التي حققها جيل الألفية أو جيل زد، هذه الفجوة في الدخل تُعزى جزئيًا إلى أن جيل إكس عانى صعوبات في التقدم في مسيرتهم المهنية خلال الأزمات الاقتصادية الكبيرة.
ويواجه جيل إكس أيضًا أزمة كبيرة في ملكية المنازل، وهو ما يُعد مؤشرًا آخر على الفجوة بين الأجيال، ففي أمريكا، أظهرت الدراسات أن معدلات امتلاك المنازل قد انخفضت بشكل كبير بين جيل طفرة المواليد وجيل إكس، في حين كانت هذه المعدلات ثابتة بين جيل طفرة المواليد وجيل الألفية، يظل جيل إكس في وضع أكثر صعوبة، إذ يعاني من صعوبة الحصول على قروض عقارية بسبب الآثار المستمرة للأزمات المالية التي مروا بها في سنواتهم المبكرة.
وعانى جيل إكس من تأثيرات الأزمات الاقتصادية الكبيرة التي مرت بها الأسواق العالمية، مثل الأزمة المالية في 2007-2009، ما أثر بشكل كبير في تطور دخولهم ومدخراتهم، في حين شهد جيل طفرة المواليد تحسنًا كبيرًا في الثروة في فترة سابقة، لم يحظَ جيل إكس بنفس الفرص، ما جعلهم يشعرون بأنهم لم يحققوا النجاح المالي المرجو.
تحديات مع نظام التقاعد
قد تكون التحديات التي يواجهها جيل إكس أكبر في المستقبل القريب، فمن المتوقع أن يشهد نظام الضمان الاجتماعي في الولايات المتحدة عجزًا بحلول عام 2033، ما سيؤدي إلى تخفيض المزايا بنسبة تراوح بين 20% و25% ما لم يتم اتخاذ إجراءات من قبل الكونغرس، هذا التغيير سيكون له تأثير كبير في جيل إكس الذي يقترب من مرحلة التقاعد.
ورغم أن جيل إكس قد لا يحظى بالكثير من الاهتمام في النقاشات العامة، فإن هذا الجيل يواجه تحديات كبيرة في مجالات عدة، من القلق والاكتئاب في منتصف العمر إلى الضغوط المالية والصحية، يظل جيل إكس الجيل الذي يواجه صعوبة حقيقية في التأقلم مع التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي لا تترك له الكثير من الفرص.